الأحد، 4 سبتمبر 2016

موسيفيني .. حرب افريقية على الجنائية الدولية

في خطوة مفاجئة وجه الرئيس اليوغندي يوري موسفيني انتقاداتٍ حادة إلى المحكمة الجنائية الدولية ووصفها بأنها عبارة عن (حفنة من الناس لا طائل منهم ولم يعد يعتمد عليهم). واردف موسيفني ذلك
بتقديمه نصيحة لحركات دارفور المتمردة وقطاع الشمال بعدم تبني مواقف المحكمة الجنائية الدولية باعتبار أنها تستهدف الأفارقة.وأوضحت مصادر مقربة من حركات دارفور أن الرئيس اليوغندي موسفيني طلب من حركات دارفور عدم تبني أدوار تدعم المحكمة الجنائية معتبراً أن الحرب مع الحكومة السودانية لا تعطيهم مبرراً لدعم مواقف الجنائية، خاصة أنها تخدم مطامع الغرب تجاه القارة الأفريقية، وقال إن الرئيس البشير يعمل لمصلحة أفريقيا بينما الغربيون يريدون محاكمة زعيم أفريقي وهو ما اعتبره ليس مقبولاً.وأوضح موسفيني خلال اجتماع بقيادات الحركات المتمردة طالبت الأخيرة خلاله موسفيني بلعب دور في التوسط لحل مشكلة السودا، أوضح أن وقوف الحركات المتمردة مع المحكمة الجنائية أو إبداء أي خطوة نحو الرئيس البشير سوف يكون عار عليهم وعلى القارة الأفريقية.
وفي مايو السابق وجه موسيفني صفعة للمحكمة الجنائية الدولية، اعتبرها – مراقبون- الأقوى، حين استقبل الرئيس “البشير”، ورفض المطالبات التي صدرت من عديد الجهات، بالقبض عليه وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية. وكانت جنوب أفريقيا، العضو في معاهدة روما، المؤسسة للجنائية الدولية، قد دعت “البشير” لحضور قمة الاتحاد الأفريقي، قد أكدت التزامها بقرار الاتحاد الأفريقي بعدم التعامل مع المحكمة الجنائية، بدلاً من الالتزام بنصوص معاهدة روما، وهو ما نتج عنه خلاف وصراع حاد بين الحكومة، التي يترأسها “جاكوب زوما” والمعارضة، التي كسبت حكماً قضائياً، يدين الحكومة لعدم التزامها بقرار الجنائية الدولية، ورفضها اعتقال “البشير”.وفقا لموسيفيني، فإن المحكمة الجنائية الدولية استخدمت لإحباط القادة الأفارقة تحت مسمى الدفاع من أجل العدالة، قائلا بينما كان يدافع عن البحث في أصل الجريمة ومرتكبيها والمتسببين فيها كانت المحكمة الجنائية الدولية تستخدم الدول الأفريقية ككبش فداء”، معربا عن أسفه لتجاهل المحكمة نداء الاتحاد الأفريقي لتأجيل محاكمة كينياتا ونائبه وليام روتو حتى إنهاء خدمة شروطهم.وأضاف أن “المحكمة الجنائية الدولية قد تقوض الدول الافريقية، خاصة أنها تضرب بعرض الحائط نصائحنا ومطالبنا فلقد قلنا لهم أن ينتظروا في محاكمة كينياتا وروتو ولكنهم، رفضوا، والآن نرى، بعد أن تم سحب التهم الموجهة كينياتا أنهم كانوا على باطل .وقال موسيفيني ينبغي للمحكمة أيضا إسقاط التهم ضد روتو ليتسنى والتي هددت عدة بلدان أفريقية في مارس عام 2011 بأنها على استعداد لسحب عضويتها من المحكمة اذا لم تسحب المحكمة التهم الموجهة ضد روتو ليتسني.
التوتر بين الأفارقة والجنائية الدولية أخذ بعداً آخر بخلاف أزمة البشير، فبعدها كان رئيس كينيا مطلوبا للتحقيق أمام المحكمة التى فتحت تحقيقات فى ثمانية بلدان كلها أفريقية هى كينيا وساحل العاج وليبيا والسودان والكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى وأوغندا ومالى، مما دفع الأفارقة للقول بأن المحكمة أنشئت لمعاقبة الأفارقة فقط..!!ولعل أبلغ رد على على هذا الاستهداف جاء على لسان رئيس زيمبابوى روبرت موغابى الذي قال: «إن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية لم أره مطبقا ضد أى شخص جلده أبيض.. هل الذين لديهم جلود بيضاء معفون من الوصول للمحكمة»!!!موغابي زاد بقوله: (بوش و بلير ارتكبا أعمالا فظيعة فى العراق، وقتلوا صدام حسين ورغم ذلك لم تتم إحالتهما للعدالة. ليضيف :(نحن إذن أمام حالة غضب أفريقية متصاعدة ضد المحكمة وسياسة الكيل بمكيالين التى تنتهجها ضد القادة الأفارقة)..!!
عموما فقد بدا واضحاً أن الدول الأفريقية قد بدأت فعلياً في تجاوز قرارات المحكمة الجنائية الدولية، والالتفاف حول موقف السودان، ودعم ومساندته قيادته، ممثلة في الرئيس “البشير”، وبعد أن وضح للكافة بأن الجنائية الدولية، محكمة مسيسة تخدم الغرب وأهدافه، وأنها تستهدف البلدان الأفريقية وقادتها وزعماءها، فهو مؤشر قوي لانهيار وشيك للمحكمة الجنائية، بعد رفض العديد من دول العالم التعاون معها. ويرى مراقبون، أن مواقف الدول الأوربية التي تضررت مصالحها بسبب السياسة الأمريكية، وخصوصاً، تجاه السودان، مرشحة للتغيير. فمواقفها الراهنة، لا تعكس مصالحها الحقيقية، بقدر ما تعبر عن مجاملة أو مجاراة لموقف الولايات المتحدة الأمريكية، التي لم توقع على اتفاقية “روما” المؤسسة للمحكمة، ولكنها تعمل على دعمها، لاستخدامها لإخضاع البلدان الأخرى، خاصة في أفريقيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق