الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

مذكرة مريم ضد عرمان.. من سرّه زمنٌ ساءته أزمان!

ربما لم تعد المذكرة التى قدمتها القيادية المعروفة بحزب الأمة القومي الدكتورة مريم الصادق المهدي للجنة التحقيق المكلفة بالتحقيق فيما قاله عرمان في حقها، بشأن تسميتها منسقاً بين الحركة وقوى نداء السودان ربما لم تعد حدثاً ساخناً في الوقت الراهن بعد مرور ما يجاوز الشهر على الحدث.
ولكن من المؤكد ن إمعان النظر في عبارات وسطور المذكرة أمر حيوي وضروري ليس فقط لمحاولة قياس درجة التجانس، ومدى الاختلاف، أو إمكانية التعايش بين هذه الأطراف المعارضة المتصارعة، ولكن أيضاً لإدراك هواجس ومخاوف وقلق كل طرف من رفاقه الجالسون معه على ذات المقعد. المذكرة تكشف لك من أول وهلة أن الأوزان مختلة تماماً، وأن التناقضات اكبر مما هي متوقعة والأسوأ من ذلك أن ما في القلوب وما على الألسن وما يتخفيه الصدور أنكى وأضل.
تقول الدكتورة مريم في أولى بنود الشكوى (أقرر بوضوح أن هذا الاتهام من الأمين العام للحركة الشعبية أنه غريب في محتواه وغير مسئول في شكله)! هذه العبارة التى هي نفسها (غريبة) تبدو فيها الدكتورة مريم متوجسة ومحاطة بهواجس ومخاوف، فهي تستهل الشكوى بقولها (أقرر بوضوح) ومكمن الغرابة هنا أنها تلفت نظر الجهة الكلفة بالتحقيق أنها تقرر بوضوح وكأنما لديها اعتقاد ما أنهم ربما لا يعتبرونها تتحدث بوضوح أو أنها درجت على عكس ذلك!
 مثل هذه العبارات تشي بالكثير من العوامل النفسية والمخاوف السياسية. ثم تمضي لتقول إن الاتهام الموجه إليها من قبل عرمان غريب في محتواه وغير مسئول في شكله! بالتأكيد لم تجد الدكتورة مريم عبارات حقيقة وفضلت استخدام هذه العبارات فما قاله عرمان في حقها هو أمر واحد وواضح أنه يتشكك فيها ولا يريدها في منصب المنسق. فبدلاً من أن تقول له انه تصرف منفرد ومرفوض قالت إنه (غريب) في محتواه وغير مسئول في شكله!
 المحتوى هنا هو المهم والشكل المحتوى أمر واحد في هذه الحالة، ولهذا يبدو غريباً أن الدكتورة مريم استخدمت هذه الصيغة (المساء) فارغة المضمون في شكوى رسمية وتبرر المذكرة مقولتها بأن (العمل المشترك بينها بين عرمان ظل مستمراً منذ أغسطس 2014م ولم يحدث أن عبر لها يوماً -انظر هنا سطحية الحجة- عن ما قاله! قد بدت الدكتورة مريم هنا وكأنها تتحدث عن علاقات اجتماعية عادية وليس عملاً سياسياً ماكراً مثقل بالمثالب والمكايدات واختلال الأوزان!
ثم تمضي المذكرة لتؤكد في أكثر من فقرة وبما يفيد التكرار الذي يمليه عليها عقلها السياسي الباطن أن (طرح الأمر بهذا الشكل في اجتماع شبه مفتوح يساعد في بث الشائعات وترويج الفتنة الذي تنشط فيه الأجهزة الأمنية للنظام وآلته الإعلامية)! الدكتورة مريم (تتمنى) فيما يبدو أن يقول عرمان ما قاله في حقها في (اجتماع مغلق) حتى لا يؤسس لشائعات يستفيد منها النظام! المدهش حقاً هنا ان المذكرة بدت وكأنها تستجير بلجنة التحقيق وذلك خوفاً من الشائعات. مع أن كل خلافات ودسائس فرقاء المعارضة هي حقائق وليست شائعات!
ومع أن ما يراه عرمان ورفاقه في السيد الصادق نفسه –دعك من الدكتورة مريم– هي حقائق موثقة وليست شائعات! المعارضة السودانية هي الجهة الوحيدة التى تنتج عنها حقائق ولا تكلف خصومها صناعة شائعات.
لسنا في حاجة للإسترسال في قراءة المذكرة فهي (ناعمة) و (نائمة) وهي مثل عملة أهل الكهف والمؤسف فيها أنها أثبتت بجلاء ضعف حزب الأمة القومي في مواجهة الحركة الشعبية وعلى وجه الخصوص أمينها العام عرمان!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق