الخميس، 20 سبتمبر 2018

في السودان الحكومة تتقدم، المعارضة تتراجع!

في كل مرة تثبت الحكومة السودانية انها تسبق قوى المعارضة السودانية بخطوات هائلة. ففي الظروف الطبيعية –إن كانت قوى المعارضة تأنس في نفسها الكفاءة– في أنها توازي سياسياً الحكومة وإنها من الممكن ان تصبح بدلا ومعادلاً موضوعياً لها فان الفارق بين الاثنين ينبغي ان يكون صفرا وان قوى المعارضة يجب ان تتفوق على الحكومة في ردة الفعل و سرعة الاستجاب، ولكن عند النظر إلى هذه العادلة في الساحة السياسية السودانية فان الحكومة السودانية هي التى تسبق قوى المعارضة دائماً ومن ثم تتفوق عليها و تحدث النقلة المناسبة المطلوبة فيسقط في يد المعارضة وتجد نفسها عاطلة سياسياً عن العمل .
فعلى سبيل  المثال فان السودان وفي مطلع العام الحالي 2018 واجه –وربما لأول مرة– ظروف اقتصادية صعبة و ضاغطة. إنفلات في الأسعار ، زيادة في التضخم، شح في العملة الأجنبية، مشاكل و تشوهات هيكلية فى اقتصاده.
قوي المعارضة وطيلة عمر الأزمة لم تتخذ أي موقف وطني ايجابي لصالح المواطن. لم تتقدم بأي مبادرة وطنية تنم عن مسئولية وطنية تجاه شعبها، لم تقدم اية تضحيات سياسية, والأكثر سوءاً انها حاولت تحريك الشارع ولكنها لم تنجح وظلت تنتظر هي الأخرى شأنها شأن المواطنين ما قد تسفر عنه هذه الظروف!
 ومع ان هناك العديد من الوسائل السياسية –في مثل هذه الظروف– التى كانت من الممكن ان تكون بمثابة فرصة وطنية و سانحة سياسية نادرة لكي تقدم قوى المعارضة تنازلات، و تمد يدها لحكومة الوفاق ، و تنسى غبنها السياسي الخاص و تثبت –ولو مرة لواحدة – أن قلبها فعلاً على الوطن!
للأسف الشديد لم يثبت العكس. قوى نداء السودان الحائرة في الخارج ظلت تعقد الاجتماعات و تتوسل إلى الأوربيين و الأمريكيين و البريطانيين لمعاونتها لإحداث اختراق! وحتى حين فوجئت بالقرارات الاخيرة قللت منها و اعتبرتها عملية إحلال وإبدال عادية لا جديد فيها.
القوى سياسية بالداخل، البعث و الشيوعي و غيرهم وجدوا أنفسهم امام (مفاجأة) لم تطف قط بخلدهم. فعلت الحكومة ما تمنوا لو أنهم فرضوه عليها فرضاً و نجحت الحكومة في استمالة المواطن و إعادة الثقة بينها وبينه وإعادة الأمل إليه بقرار!
و أذا أمعنت النظر أكثر طوال الـ30 عاماً الماضية لن تجد أبداً خطوة واحدة خطتها المعارضة السودانية فأفضت إلى قرار كبير لصالح المواطن. و أكثر ما يؤسف له ان قوى المعارضة ما تزال تدعي انها (تناضل) وأنها تنتظر قطاف نضال طويل حافل بالتضحيات!
هل يعقل عقلاً ومنطقاً ان تظل قوى المعارضة لثلاثة عقود من الزمان تناضل؟ و أي نضال هذا الذي لا يظهر له أثر في الساحة السياسية؟ وما هي فائدة نضال يبدأ و ينتهي فقط بصياح و مطالب بإسقاط النظام في ظل خلو ذهن هذه القوى والمعارضة وفراغ جعبتها من أي افكار، أي رؤى وطنية متجردة، أي أطروحات لصالح المواطن ؟ لقد حُق للحكومة السودانية ان تفخر بأنها أكثر تقدمية و أكثر قدرة على الإصلاح و تحقيق الاختراقات و الإمساك الجيد بزمام الأمور! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق