الاثنين، 4 أبريل 2016

قوى المستقبل، ذهب مع الريح!

مع أن كل التحالفات السياسية التى ظلت قوى المعارضة السودانية تنشؤها من حين لآخر، وبمناسبة ومن غير مناسبة، كانت تنتهي وتتلاشى حتى قبل أن يحفظ الناس اسمها ومكوناتها؛ إلا أن الغريب في الأمر ان قوى المعارضة ما تزال تفعل ذات الشيء، تنشئ جسماً تحالفياً بمسمى براق، خذ مثلاً (قوى الاجماع الوطني)، (قوى نداء باريس)، (قوى المستقبل).
مسميات منتقاة بعناية وذات رنين،, لكنها في جوهرها محض هياكل ومحاضر ومنتديات وساحات لتكريس الخلافات. الآن بين أيدينا أحدث تجربة للقوى المعارضة بالداخل -التى ولدت حية من قوى الإجماع بعد ان وضعتها ثم أسلمت الروح!
قوى المستقبل تقول عن نفسها إنها قوى للمستقبل والتغيير وأنها تتكون -بحسب ما تزعم- من (تحالف أحزاب الوحدة الوطنية - القوى الوطنية للتغيير - تحال فالقوى الوطنية) وللقارئ قبل أن نقص قصص هذه القوى ان يحاول قدح ذاكرته ليتذكر هذه الأسماء، لمن هي؟ وكم حجمها وما هو أثرها ومتى وأين سمع بها؟
عقدت قوى المستقبل للتغيير اجتماعاً عاصفاً في الثلث الأول من مارس الماضي وتخيرت لمكان الاجتماع دار منبر السلام العادل. كل هذه القوى التي تحمل مسمى التحالف لم يتجاوز عدد ممثليها 11 عضواً! مع ملاحظة ان كل مكون أو تحالف من هذه القوى قام بتمثيله أكثر من ممثل واحد. فعلي سبيل المثال فإن حركة الاصلاح الآن مثّلها د. غازي صلاح الدين و (برفقته) حسن عثمان رزق! أما تحالف القوى الوطنية فهو الآخر مثله إثنان، حسن دكين وأحمد أبو القاسم. وأما السبعة الآخرون فهم من غمار القادة السياسيين الذين تسمع بهم لأول مرة ولآخر مرة!
المهم كانت الأجندة المحددة للاجتماع : 1. صياغة الهيكلة . 2. مراجعات التكليفات السابقة! فقط مجرد نقتطين كان من المؤمل أن تجد حظها من النقاش الهادف المفضي إلى نتائج ولكن ماذا كانت الحصيلة؟ سرعان ما دخل الاجتماع في خلاف ساخن وجرى إتهام د. غازي صلاح الدين بأنه ليس جديراً بالرئاسة! الحاضرين من بعض قوى اليسار قالوا إنهم (يشتمون رائحة طبيخ) لكي يتولى د. غازي الرئاسة . ولم ينسوا ان يذكروا اعضاء الاجتماع -بعبارات واضحة ومباشرة- أن د. غازي (جزء من النظام القائم)!
وهكذا دارت الخلافات ما بين رافض وآخر مؤيد، وثالث مطالب بتهدئة الأوضاع و أن يتم حصر وقائع الاجتماع -بكل السبل- فيما بين الأعضاء الحاضرين وألاّ يُعلن عنه أبداًّ! كان واضحاً ان وقائع الاجتماع حملت في بذرتها الأولى وغرسها الابتدائي الباكر نذر الخلاف والاختلاف، فهناك يسار كاره لليمين ويمين يحاول استمالة اليسار، والاثنين معاً –يميناً ويساراً– يبحثان عن قوى جديدة تنضم للتحالف، مع أن الذين كونوا التحالف هم حتى الآن على خلاف مع أنفسهم!
أردنا أن نقول إن هذه هي معضلة الممارسة السياسية السودانية، عدد مهول من التحالفات والتكوينات السياسية المتنافرة بجانب (عدم قدرة على احتمال كل حزب لبقية مكونات التحالف) بجانب ضياع الهدف من التحالف نفسه، وإنفاق وقت كبير في هيكلة التحالف، ومن يترأسه ومن لا يجوز  له ترؤسه تماماً كما جرى في الجبهة الثورية قبل أشهُر. أمثال هؤلاء المتحالفين المتخالفين لا يمكن لعاقل أن ينتظر منهم عملية سلمية وحوار مثمر دعك من انتفاضة شعبية ترددها الألسن بشغف ودونها خرط القتاد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق