الأحد، 3 أبريل 2016

البشير في دارفور والواقع الذي يفوق الخيال!

لا يستطيع أحد أن يزعم مجرد زعم أن زيارة الرئيس السوداني وفي معيته رتل من كبار معاونيه وعدد من الوزراء والضيوف الدبلوماسيين الاجانب طافوا ولايات دارفور الخمس بتأمين وإجراءات أمنية معتادة جداً لا تتجاوز الإجراءات العادية التى تتم في أي منطقة أخرى في السودان يزورها الرئيس؛ لا يستطيع احد أن يزعم أنها زيارة (تسجيلية) أو تصويراً لفيلم وثائقي في استديوهات هوليود!
هي زيارة تمت على مرأى ومسمع من الميديا العالمية، وفى الهواء الطلق وجرت فيها لقاءات ومخاطبات جماهيرية في الميادين الفسيحة التى بإمكان الجميع ارتيادها وليس داخل غرف مؤمنة مغلقة. هذه الزيارة وبعيداً عن إستراتيجية الحكومة السودانية من وراءها حققت أهدافاً إستراتيجية بالغة الأهمية يستحيل على أي مراقب أن يمر عليها مرور الكرام، فهي:
أولاً، أثبتت أن إقليم دارفور بأسره -بولاياته الخمس- ومناطقه المختلفة آمن تماماً ومستقر. خبراء الأمن في كل الدنيا يعلمون علم اليقين بإستحالة تأمين رئيس دولة وكبار معاونيه وضيوف أجانب في منطقة مضطربة أمنياً. خاصة اذا كانت تلك المنطقة بمساحة دولة أوربية! لقد لاحظ الجميع أن الرئيس البشير إلتحم مع مواطنيه في دارفور وخابطهم عن قرب، ووقف بينهم وخاطبهم. الصورة التلفزيونية المباشرة التى نقلتها الفضائيات على الطبيعة دليل مادي قاطع في هذا الصدد.
ثانياً، الزيارة نفسها التى شملت الإقليم بالكامل أعادت على مرأى ومسمع المجتمع الدولي حقيقة الإقليم وصميم حقائق الواقع فيه، فهناك مناطق ومدن تشهد عمليات تنمية وترقية خدمات أنشأت في السنوات القليلة الماضية وبالطبع لو لم يكن الإقليم –منذ تلك السنوات– آمناً لما أتيحت عملية إنشاء هذه المشروعات التنموية، ومن جانب آخر فإن انسان الإقليم نفسه تراوح ما بين الإنسان المتطلع إلى خدمات ومشروعات تنمية وما بين المستوثق لتوّه أنه مدار هم واهتمام الحكومة السودانية بدليل حضور رأس الدولة وأركان حكومته اليه في عقر داره لتفقد حاله ومعالجة مشاكله!
مشهد كهذا لا يحدث في إقليم موصوم بالاغتصاب وجرام الحرب والإبادة الجماعية! ليس من طبيعة الأمور أن يجد رئيس دولة مواطنيه في استقباله بكل ذلك الحماس والتطلع إذا كانت بين الطرفين خصومة سياسية ومظالم وجرائم حرب!
ثالثاً، الرئيس البشير كان واقعياً للغاية وعملياً إلى أبعد حدود وهو يعطي أهل الإقليم حق اختيار الهيكل الاداري لإقليمهم ما بين الاقليم والولايات المتعددة، لم يرجح لهم خيار على آخر لا تصريحاً ولا تلميحاً, ولم يمارس ضغطاً عليهم، وهذه في جوهرها ممارسة ديمقراطية مهما حاول البعض إنكارها أو التقليل منها، ديمقراطية اختيار الأسلوب الاداري المناسب لإقليمهم المظلوم دولياً. كما أن الرئيس البشير منحهم بذات القدر ديمقراطية اختيار نوع الخدمات التى تروق لهم ما بين اعادة تخطيط معسكرات النزوح لتصبح مساكن دائمة مخططة تخطيطاً مدنياً بمياه وكهرباء ومستشفيات ومدراس ودور عبارة؛ وما بين العودة إلى مساكنهم القديمة. ليست هنالك ديمقراطية أكثر من ذلك.
رابعاً، بدا واضحاً للعالم بأسره انه لا توجد حتى آثار من أي نوع –صغيرة أم كبيرة– لجرائم الحرب المزعومة والمقابر الجماعية، فلو أن الحكومة السودانية كانت لديها (ما تخفيه أو تخشاه) لما سمحت للإعلام الوطني والإقليمي والدولي لمصاحبة الرئيس في هذه الزيارة. وهكذا، بدا واضحاً أن هذه الزيارة هي الدليل المادي القوي الذي يثبت أن كل ما كان يروج بشأن دارفور ومأساة الإقليم المزعومة كانت محض صناعة سينمائية لا تمت إلى الواقع بصلة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق