الثلاثاء، 23 فبراير 2016

درس خارج المنهج

الانتماء للوطن ركن أساس في الحياة الاجتماعية بدون هذا الانتماء يصبح الإنسان معلقاً بين السماء والأرض، فالانتماء مسألة ضرورية لتكوين العلاقات الحميمة بين أبناء المجتمع الواحد.
ولابد ن يكون الشعور أن الوطن بيته وداره وأنه مسؤول عن سلامته وآمنه ورفاهيته ويسعي أن يري وطنه نظيفاً سليماً من الجهل والمرض تنتشر فيه المدارس والجامعات وتعمه المراكز الصحية والمستشفيات والمصحات ويتوقع أن يري وطنه وقد أصبح في مصاف البلدان الراقية والمتطورة اقتصادياً وثقافياً وصحياً، فالإنسان القويم يتمني أن يضرب وطنه الرقم القياسي في الرخاء الاقتصادي والأمن الاجتماعي والتقدم العمراني والسلامة الصحية والرقي الثقافي ويرافق جميع هذه التوقعات والتمنيات عمل جاد يقوم به كل فرد في المجتمع حسب إمكاناته والأدوار والتي يقوم بها.
من هنا كان من الضروري أن يتولي المربين والمرشدين مسئولية غرس المشاعر الوطنية في نفوس أبناء الوطن منذ الصغر حتي تنمو هذه المشاعر واقتصاد أي بلد هو معيار تقدمه وازدهاره واستقراره واحد مكونات الأمن في المجتمع فعندنا يكون الناس متعاونين فيما بينهم لبناء اقتصاد مزدهر تنتعش مفاصل المجتمع ويستتب فيها الأمن فلا تجد من يسلب الآخرين حقوقهم ولا تجد من يحاول أن يستغني علي حساب المجتمع.
بل تجد الجميع بحركة متصاعدة نحو بناء الاقتصاد سواء كان في مجال الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو الخدمات.
فعندنا يكون المجتمع متكاتفاً روحاً وجسداً تجد كل عضو فيه يكمل عمل العضو الآخر تستمر الحلقة الاقتصادية بصورة مرتبة ودقيقة حاملة معها المجتمع للرقي والاستقرار والأمن.
تلك مفاهيم كبيرة جداً لا يمكن إدراكها في نهاية العمر وهذا الشعور بالانتماء يوجد لدي لحيوان في صورة غريزة تجعله يشعر من غير تفكير بالانتماء للقطيع الذي هو منه، وهذا الانتماء في مستوي الحيوان فيه الكثير من الغريزة وقليل من الإدراك والمعرفة، أما عند الإنسان فينقلب إلي (وعي) تغذية المعرفة والثقافة.. وهذا الوعي الذاتي هو الذي يتحول في مراحل حياة هذا الفرد، إلي قوة ثم يتحول إلي  (واقع) أي ينتقل من مستوي الشعور إلي مستوي السلوك.. ولكن ليس أي نوع من السلوك، وأنه السلوك المضاء بنور العقيدة الإسلامية التي تشع في مختلف حنايا جسد المجتمع ومؤسساته.. وهذا ما يميزنا نحن المسلمين أن انتماءنا جميعاً في مختلف بقاع الأرض هو انتماء (عقيد سماوية) تحكم جميع المسلمين وتحولهم إلي (أخوة).. فالحديث عن الانتماء هو حديث عن المسؤولية الاجتماعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق