الخميس، 25 فبراير 2016

حديث المؤتمر الوطني عن الترتيب لقيام انتخابات مبكره من خلال الاتصال بعدد من رجال الأعمال الموالين له ودعوتهم للاجتماع بهم بهدف إبلاغهم نية الحزب إجراء انتخابات مبكرة وحثهم على التبرع دعماً للحزب في حملته الانتخابيه، لم يكن الأول .. فقد سبق أن اقترح القيادي بالوطني أمين حسن عمر في سياق رده على حركة الشارع المطالبة بالتغيير، بأن حل الحكومة التي أتت بواسطة الصناديق الانتخابية هو أمر صعب، لكنه اقترح إجراء انتخابات مبكرة، وزاد أنهم لم ياتوا رغماً عن الشعب السوداني.ولم يكن حديث مساعد الرئيس ونائبه في الحزب إبراهيم محمود حامد ببعيد عن حديث أمين  عندما قطع بعدم اعتراضهم في الحزب الحاكم على تشكيل حكومة قومية، وإجراء انتخابات مبكرة.
الحديث عن انتخابات مبكره  لم يكن حكراً على قادة المؤتمر الوطني، فقد كان الاقتراح هو أول مطالب المعارضة التي طالبت به كثيرا،ً خاصة بعد انفصال الجنوب، لكنها رهنت الأمر بأن تتم في ظل حكومة قومية انتقالية تقوم بتسيير الأمور وإجراء الانتخابات، ولكن سرعان ما تم رفض مقترحهم من قبل الحكومة، ولكن مطالب الحكومة في الوقت الراهن أثارت العديد من ردود الأفعال وسط القوى السياسيه على اعتبار أن الخطوة استباق لمخرجات الحوار، لكن البعض عزا الخطوة على أنها استنفار للقواعد لا أقل ولا أكثر، وهو ما ذهب إليه عضو هيئة القيادة بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ميرغني مساعد، الذي قال إن الحديث عن أي انتخابات في الوقت الراهن لا يخرج عن كونه استباق لمخرجات الحوار، وكان يمكن أن تكون الخطوة مقبولة إذا تمت بعد رفع الأمانه العامة للحوار الوطني للمخرجات.
تشجيع للممانعين
ولم يستبعد المحلل السياسي البروفسير حسن الساعوري أن تكون الخطوة لها علاقه بأجندة الحوار الوطني،الذي يسير في اتجاه حكومة وفاق وطني، والتي تمثل قيام الانتخابات واحدة من أهم وظائفها، الساعوري ذهب  إلى أن الوطني  وكأنما أراد أن يجهز نفسه مبكراً تحسباً لاي قرار يمكن أن توافق عليه الأحزاب المتحاورة، مبيناً أن ما ظهر مؤخراً من اتحاد أكثر من أربعين حزباً ربما جعل الوطني يتحسس قواعده وتجهيزهم نفسياً، لذلك استشعر أنه أمام مواجهه جديده تتطلب منه أن يجهز وقوده مبكراً، ولم يستبعد أن يكون الأمر قراءة لما بعد الحوار، لكنه أوضح أن المؤتمر الوطني يفكر ويضع ألف حساب لتحالفات الجبهة الثورية التي يعتبرها أكثر خطورة مما سواها، واختتم قوله لـ(آخر لحظة) أن الحديث عن انتخابات مبكرة من قبل بعض القيادات من الحزب الحاكم يعتبر تشجيعاً للمانعين ويرسل لهم رسالة بأن هنالك جدية ومصداقية والتزام بمخرجات الحوار.
تمديد للشرعية
أستاذ العلوم السياسية البروفسير صلاح الدين الدومه قال إن ما ذكر في ظاهره يشير إلى الوفاء بمخرجات الحوار، ولكن في الجانب الخفي لا تعدو من كونها تمديداً لشرعية الانقاذ عبر بوابة الحوار.
موقف طبيعي
القيادي بالمؤتمر الوطني د. قطبي المهدي ذكر أن الخطوة موقف طبيعي للاستعداد لما بعد الحوار، ووصف قطبي التحالف الذي ضم (40) حزباً بأنه واحداً من المخرجات غير الرسمية للحوار، ودعا لضرورة أن تجتمع الأحزاب التي تحمل أفكاراً مشتركة في كيان واحد، حتى تستطيع أن تشكل قوة، لكنه عاد وقال استبعد أن يكون لها أي تأثير على المؤتمر الوطني.
إهدار للمال 
الناطق الرسمي باسم النواب المستقلين بالرلمان مبارك النور قال إن الخطوة إن كانت صحيحه فهذا يعني أن المؤتمر الوطني في حالة تخبط، على اعتبار أن الانتخابات السابقه لم تتجاوزالعام، واصفاً قيام انتخابات بأنه إهدار للمال العام، وعلى حساب المواطن الغلبان، لجهة  أنها تُمول من أموال الشعب، إلا في حال توافق عليها الجميع.
رجم بالغيب
الواقع يقول عكس ذلك،  كما يرى القيادي بالمؤتمر الشعبي أبو بكر عبد الرازق الذي قال إن أجل الانتخابات القادمة مربوط بمخرجات الحوار الذي تمثله الأمانة العامة للحوار، والتي لم تحدد بعد، وأضاف إن أي حديث يصدر من غير الجهة المخول لها بتحديد الانتخابات لا يخرج من كونه رجم بالغيب، وتهيؤات عقلية،وأشار إلى أن الواقع يشير إلى حكومة وفاق وطني بصلاحيات انتقاليه كاملة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق