الاثنين، 26 مارس 2018

مطار الخرطوم.. واستحالة تهريب الذهب عبره!

سدّت سلطات مطار الخرطوم في السودان كل منافذ عمليات التهريب المدمرة لمعدن الذهب الذي تصاعد إنتاجه في السنوات الأخيرة في السودان, وكان من الممكن ان يدفع عجلة اقتصاد هذا البلد، لولا عمليات التهريب المتقنة التى يقوم بها البعض عبر المطار ليفقد السودان مئات الملايين من الدولارات التى كانت كافية لدعم أرصدة النقد الاجنبي في البنك المركزي.
وقد تطورت وسائل الكشف عن هذه العمليات لدى سلطات المطار، بحيث اصبح ألان من المستحيل تماماً ومهما كانت قدرات الشخص او الأشخاص تمرير أي قدر من الذهب وإخراجه من السودان عبر هذه الوسيلة السريعة القليلة التكلفة!
وتشير مضابط سلطات مطار الخرطوم التى أطلعنا عليها في (سودان سفاري) إلى ضبط حوالي 11 كيلو من الذهب في الفترة الممتدة من مطلع هذا العام وحده وحتى هذه اللحظة. وهي كمية ليست سهلة خاصة اذا وضعنا في الاعتبار ان عمليات التهريب تتم بطرق مختلفة معقدة  بقدر من الاحترافية العالية.
 كما ان عملية التهريب عادة تتم و الذهب في شكل سبائك كبيرة بما يشير إلى ان التهريب ذي طبيعة تجارية كبيرة وان المقصود منه إلحاق ضرر مباشر في الاقتصاد السوداني وكأمثلة لعمليات الضبطية فانه وبتاريخ 23/1/208 تضم ضبط 8 سبائك بوزن 600 جرام، وفي 30/1/2018 تم ضبط 4 سبائك زنة 470 جرام وفي 26/2/2018 ضبطت 11 سبيكة زنة 447 جرام، وهكذا، سلسلة من الضبطيات موثقة ومحددة الأوزان تمكنت السلطات المسئولة من ضبطها.
فحين تمعن النظر في مضابط الضبط يدهشك ان عمليات الضبط أدهشت المضبوطين أنفسهم لفرط دقتها وقوة الملاحظة وطرق التفتيش، وفيما يبدو ان الأجهزة الشرطية والأمنية و شرطة الجمارك تلقت تدريبات شخصية وآلية عالية الاحتراف بحيث يستحيل -نظرياً وعملياً- الإفلات من قبضتهم بحال من الأحوال.
وبالطبع ربما لا يتسع المجال هنا مهما حاولنا إيراد أمثلة لطرق ضبطية لم يكن يتوقعها المهربون أنفسهم ولكن يكفي ان أحد المهربين جرى إنزاله وهو يهتم بدخول الطائرة وفى آخر درجات السلم المؤدي إلى الطائرة! فقد كان المضبوط سعيداً بنجاح العملية وربما أرسل لمن ينتظرونه على الجانب الآخر مهنئاً بنجاحه من الإفلات من براثن السلطات المسئولة .
وهذا يعني ان هناك أكثر من عين محترفة ومدربة، وأكثر من قارئ حصيف للوجوه والملامح ذات النزعة الإجرامية يتوزعون في أرجاء مختلفة في المطار بما يجعل من أي عملية تهريب عبر المطار في حكم المستحيل.
ولن يفوتنا ان نشير هنا إلى الآثار الايجابية التى انعكست على الاقتصاد السوداني إجمالاً جراء هذه الضبطيات، فقد كان المهربون يحرمون خزانة البنك المركزي عائدات هذا الذهب المستخرج من باطن ارض سودانية لتتلقفه أيدي أجنبية لم تبذل اي مجهود او عناء في استخراجه.
لقد طوت سلطات المطار السودانية وإلى الأبد صفحات التهريب المتقنة، ويخطئ من يغامر بعد الآن ولو بخاتم واحد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق