الأحد، 25 مارس 2018

ما الذي حدث في (كاليندا) بجنوب كردفان؟

اغتالت الحركة الشعبية قطاع الشمال بولاية جنوب كردفان عدداً من القيادات الشعبية و الأهلية المحلية بالمنطقة. الحادثة وقعت قبل أيام وأثارت عاصفة نارية من الاستياء و الغضب الشعبي واسع النطاق في المنطقة التى كان أهلها قد بدأوا يتوقون لشروق شمس السلام و التعايش السلمي.
وبحسبما توصلت اليه متابعات (سودن سفاري) فان أصل القضية ان معتمد محلية العباسية (مصطفى أبيض) كان قد شرع في إجراء ترتيبات مع قادة الحركة للقاء يجمعهم بهدف إرساء قدر من التعايش و التواصل لصالح أمن و استقرار المنطقة، ومن الطبيعي ان يرافق المعتمد في كل تحركاته ووفق المراسم البروتوكولية المعروفة، حرسه الخاص ومرافقيه لان المعتمد مسئول دستوري يمثل سيادة الدولة، ولكن قادة الحركة فيما يبدو كانوا قد اشترطوا حضور المعتمد وحده، دون أن يرافقه احد!
وتعثرت بذلك ترتيبات اللقاء، وقام جانب الحركة بتأجيل اللقاء! وكان من الممكن أيضاً ان تتوقف الأحداث في هذه النقطة، ولكن تسللت مجموعة من منسوبي الحركة أكدت دلائل عديدة أنها قادمة من منطقة (طاس) وهاجمت قريبة (كاليندا) التابعة لمحلية العباسية و إلى الغرب منها.
 الهجوم على (قرية كاليندا) استهدف القيادات الأهلية، وقد راح ضحية الهجوم شيخ قرية كاليندا عمر يوسف ورئيس اللجنة الشعبية. و سرعان ما أشعل الحادث فتيل الغضب لدى مواطني المنطقة لان الضحايا وفضلاً عن أنهم رموز أهلية وشعبية تتمتع بالاحترام في المنطقة فإنهم ظلوا يقودون جهوداً حثيثة لترسيخ التعايش السلمي وتثبيت دعائم السلام في المنطقة ومن منطلق شعورهم بالمسئولية، و باعتبارهم قيادات أهلية عريقة حادبة على مصالح المواطنين في المنطقة.
بالإضافة إلى انه ورغم حالة الحرب التى تشهدها المنطقة منذ سنوات فان القيادات المحلية ظلت بمنآى عن الاستهداف من جانب أي طرف لأنها تمثل صوت الحكمة، وهي الداعمة الاستراتيجية لأمن و استقرارا تلك المناطق.
من هنا ثار المواطنين وإزداد حنقهم المتنامي حيال منسوبي و قادة الحركة الشعبية ولهذا فان الحادثة وعلى قدر خسارتها الفادحة في صفوف مواطني المنطقة خلفت خسائر إستراتيجية في المنطقة، حيث أعادت إنتاج الأزمة، وتأليب المواطنين على بعضهم، كما خلفت في صفوف الحركة الشعبية خسائر أكثر فداحة اذ ان الجميع هناك الآن ناقم على الحركة وكاره لدورها التخريبي في المنطقة و الأكثر سوءاً ان الجميع أدرك ان الحركة الشعبية قطاع الشمال غير مهتمة بعملية السلام و لا ترغب في ان يعود الأمن و الاستقرار للمنطقة ، اذ ان الذي يستهدف القيادات الأهلية المحلية لا يهدف فقط إلى تغييب مسئولين محليين مؤثرين عن المشهد العام ولكنه بالضرورة يستهدف إحداث فتنة محلية وتخويف مواطني المنطقة وارهابهم للحيلولة دون إنخراطهم في أي عملية سلمية او تعايش سلمي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق