الأحد، 25 مارس 2018

عبد الواحد : يجب قطع التواصل مع المعارضة التي تريد التطبيع مع النظام

ظلت حركة جيش تحرير السودان بقيادة الاستاذ عبدالواحد محمد نور تسجل غياباً لافتاً بعدم حضورها لعدد من الفعاليات التي تقيمها المعارضة السودانية ، وكان خروجها عن الجبهة الثورية هو أول هذه المواقف ، وكان لهم موقفاً واضحاًفي أن الاستاذ عبدالواحد لايمكن أن يكون في قيادة الجبهة الثورية والتي رجحت كفة التفاوض مع النظام وحركة جيش تحرير السودان ترفض المبدأ من حيث هو، وتوالت الاحداث، وفي الفترة الماضية أعلنت حكومة المؤتمر الوطني أنها قضت على كل الحركات المسلحة في دارفور وخاصة في جبل مرة وكانت الحكومة تعني مناطق سيطرة قوات حركة جيش تحرير السودان (عبدالواحد) .
تجدد الحركة رفضها لمبدأ التفاوض وتعتبر أن ذلك الامر عبارة عن تمهيد للعودة الى كنف الحكومة وذلك من خلال تجارب سابقة.
غابت الحركة مرة أخرى عن إجتماعات قوى نداء السودان. لاستجلاء موقفهم سألت الراكوبة الاستاذ عبدالواحد حول العديد من القضايا ، وقد أجاب على كل الاسئلة التي طرحتها عليه
لماذا غاب عبد الواحد عن إجتماعات نداء السودان الأخيرة في باريس؟
أجاب بحسم أولاً السؤال يجب أن لايكون عن عبد الواحد وما أنا إلا أكبر صفر شمال حركة جيش تحرير السودان ،وبالتالي يكون السؤال أين حركة جيش تحرير السودان وفي هذه الحالة نحن لسنا جزءاً من نداء السودان ،
وماحصل بخصوص هيكلة نداء السودان فهذا إمتداد طبيعي لسلسلة فشل المعارضة وأدواتها في مقارعة النظام.
في أكتوبر1989 تكونت أكبر معارضة في تاريخ السودان لمنازلة النظام ضمت كل القوى المناديه بالديمقراطية ، وفي 1995 تمت صياغة ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية ، وكانت أدوات العمل المعارض التي تم الاتفاق عليها بالترتيب وبوضوح هي، العمل العسكري والضغط الدبلوماسي والانتفاضة الشعبية والحوار. لم ينجح التجمع في الوصول بالعمل العسكري الى نهاياته المرجوة وهي إسقاط النظام ، وفشل في الضغط الدبلوماسي ، ولم يهتم بالانتفاضة الشعبية ، ولجأ للحوار وإنتهوا بالحوار والذي إنتهى بالتجمع بنيفاشا والقاهرة وجدة..الخ... كل هذه المبادرات التي تمت فيما بعد كانت بشكل أو آخر إستنساخاً لتجارب التجمع ، تبدأ بميثاق وأدوات عمل وتنتهي بالحوار والمشاركة..التجمع اعلان جوبا ، الاجماع الوطني ،الجبهة الثورية، حتى نداء السودان والذي لم يصل الى مرحلة التجمع أو الجبهة الثورية لانه ببساطة نص على خارطة طريق تقوم على الحوار أو الانتفاضة. وأسقط العمل المسلح والمحاكمات وحقوق النازحين والحريات . وهذا الاستنساخ أكسب النظام مناعة في التعامل مع أدوات المعارضة التقليدية وجعل من التبضع في المعارضة أساساً يستخدمه في الحوار مع المعارضة متى شاء النظام ، بمعنى ان النظام يحاور المعارضة كيف ومتى شاء. الوثبة وقاعة الصداقة وخارطة الطريق وهكذا، وهناك نيفاشا وجيبوتي والقاهرة والدوحة.
والسؤال البديهي هل تكرار هذه التجارب الفاشلة يمكن أن يؤدي الى سلام؟ وان استعادة الديمقراطية والدولة المنهوبة من قبل نظام الابادة الجماعية والاجابة حتماً لا وبالتالي لابد من التفكير بأدوات وطرق غير تقليدية تنتهي بتأسيس مشروع وطن بدلاً عن مشروع الافراد والجماعات.
عليه نحن في حركة جيش تحرير السودان نعلن عن مشروع واضح للتغيير واسقاط النظام وليس ترميمه ووضع المساحيق لاخفاء عيوبه وقبحه . أقول بالصوت العالي المسموع الحوار سينتهي بترميم النظام منذ نيفاشا الى خارطة الطريق وهدفنا إسقاط النظام واقامة البديل الديمقراطي ، لذا نحن في حركة جيش تحرير السودان نطرح مشروعاً يقوم على أساس الشراكة الوطنية بين كل أصحاب المصلحة الحقيقية في اسقاط النظام ونحن نستهدف كل شرائح المجتمع وفئاته نساءً ورجال شيباً وشباب وضرورة أن نجلس سوياً وعلى قدم المساواة لتأسيس هذا المشروع والذي نقدم فيه بتواضع شديد مشروعنا دون وصاية ليكون بديلاً لكل من الحكومة والمعارضة الفاشلتين .
وماذا تعيب على نداء السودان؟
نداء السودان أسقط موضوع المحكمة الجنائية الدولية وليكون هناك سلام لابد أن يكون هناك أمن للناس في الأرض وإيقاف الإبادات والإغتصابات ونزع سلاح المليشيات والجنجويد بالذات والتي يتم تقنينها الآن لتسمى الدعم السريع وهي مليشيات عنصرية قبلية أبادت الناس وهم يعرفون بهذا الاسم وتعرف ممارساتهم وهؤلاء إرتكبوا كل الفظائع من نهب وإغتصاب وقتل وسرقة والآن الحكومة قننت أمرهم وخصتهم حتى بالزي العسكري. هل يجوز أن أتعامل مع هؤلاء القتلة هل يمكن أن اغيب عقلي وضميري واجمد حواسي؟ هل اطبع مع هؤلاء؟ ، نحن نطالب بطرد هؤلاء الناس وإيقاف الإبادة الجماعية للمواطنين في جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور وتعويض المتضررين، ثم إطلاق الحريات المدنية من تعبير وفكر ..الخ وهذا يخلق الجو الملائم لأن يكون هناك تفاوض والآن على ماذا نتفاوض. سوف نتفاوض حول تغيير النظام؟ تغيير النظام ليس منحة من أحد إنما إي مواطن سوداني شريف يسعى وبكل ما يملك من فوة للإطاحة بالنظام لينعم بحكم ديمقراطي ويختار حكومته التي يريدها، وتغيير النظام مبدأ أقره الشعب السوداني لذلك لم ننتمي نحن لنداء السودان كحركة.
خلاف نداء السودان هناك أطراف اخرى مثل الجبهة الثورية بشقيها لماذا أنت خارجهما؟
الجبهة الثورية تركناها للأسباب سالفة الذكر والجبهة الثورية نحن مؤسسين أساسيين فيها وفي الحقيقة أقدر أقول نحن المؤسسين الحقيقيين للجبهة الثورية والتي بنيت إستناداً على برنامجنا والتي أسميناها البداية الجديدة في 2011 ودعينا كل الذين يؤمنون بطرحنا الدولة العلمانية الليبرالية الفيدراليةن وتغيير النظام والمواطنة المتساوية والفصل الواضح للدين من الدولة ويجب أن يتوحد الناس معنا وقد فعل ذلك كثيرون واي إنسان يؤمن ب 80% من طرحنا عليه أن يأتي لنتحالف، وفي طرحنا طرح الجبهة الثورية حول بناء الدولة الليبرالية تجد في الديباجة العلمانية إي فصل الدين عن الدولة والفيدرالية والديمقراطية وهذا هو طرحنا، لأننا طرحنا دولة المواطنة المتساوية، وتجد هدفنا هو إسقاط هذا النظام ووسائل إسقاط النظام بكل ما هو متاح عسكرياً وسلمياً وليس التطبيع مع النظام. الجبهة الثورية تركت كل ذلك ورائها وأصبحت لديها وسيلة واحدة وهي الذهاب إلى أديس أبابا والتفاوض مع النظام وكم سيكون نصيبها من السلطة، لذا الأزمة ليست في مشروع الجبهة الثورية أو المعارضة، الأزمة أن الناس يتركون المشروع والمبادئ التي اتفقوا عليها ويأتوا بأشياء جديدة والناس منذ قيام التجمع الوطني الديمقراطي مروراً بوثيقة أسمرأ والقضايا المصيرية وإعلان كاودا والفجر الجديد والجبهة الثورية، كل هذا يتركونه ويواصلوا التفاوض مع النظام رغم أن هذه الوثائق جميلة في الصياغة لإنتزاع الحقوق وهذا لا نريد التحدث عنه الآن.
تصوركم كحركة ما هو الحل المطروح من جانبكم خاصة وأنكم قدمتم مقترحات وصياغات وكان لديكم قصب السبق كما ذكرت لماذا لا تريدون المواصلة حتى النهاية ألا توجد أطراف قريبة منكم يمكن أن تسير معكم إلى النهاية؟
الذين يحضرون كالآتي إي إنسان لوحده يكون ضعيفاً أمام النظام، في لحظة التكوين الناس تقبل بكل الشروط وبعد ذلك يأخذ الجسم الذي تم الإتفاق ويأخذ زخمه وتاني (تعود حليمة إلى قديمة) وكل إنسان يحاول إختطاف هذا الجسم ليعقد به صفقة من النظام، إذاً الجسم الذي تمت صناعته يتم إستخدامة للتفاوض وهذه أغلبية ساحقة، ونحن حركتنا لن تذهب إلى مفاوضات مع هذا النظام لكننا سنذهب في الطريق الذي يسقط النظام.
ما هو الحل إذاً؟
الحل كالآتي المعارضة هذه يجب أن يتحلى فيها الناس باالوضوح وهذا أمر مطروح بالنسبة لنا هناك معارضة تريد أن تطبع مع النظام وخيارهم هو المفاوضات وهؤلاء نقول لهم شكراً مع السلامة ويجب أن تقطع إي تواصل مع هذه المعارضة التي تريد التطبيع مع النظام ونصطف مع المعارضة التي تريد تغيير النظام وشباب السودان لا يمكن أن يكون له دور في وجود هذا النظام وكثير من التنظيمات لأسباب أمنية لا أود ذكر اسمائها هؤلاء هم من يرغبون في تغيير النظام ولا يساومون أبداً وهناك تنظيمات شبابية وغير شبابية مؤمنة بأن الحل في التغيير فقط وهؤلاء من نعول عليهم وكل الذين يلتقون في الحكومة الإنتقالية وتأسيس مشروع الوطن.
أنت خرجت عن الجبهة الثورية منذ سنوات ماذا فعلت لتنفيذ ما تقوله لي الآن بإي الاجسام اتصلت وأين هو الجسم الذي تم تكوينه؟
إي جسم جاد يريد إسقاط النظام اتصلنا به ولا استطيع أن أفصح أكثر كل الجاديين في تغيير النظام لدينا صلات منتظمة معهم ونسعى للعمل وعلى كافة المستويات هدفنا إسقاط النظام وبناء دولة السودان.
على ماذا تستندون؟
لدينا مشروع متكامل ولدينا كمية من المشاريع قديمها وحديثها بدءاً من التجمع الوطني الديمقراطي ميثاق أسمرا الفجر الجديد والمشاريع موجودة لكن الثابتين والمؤمنين بهذه الوثائق لا يحولون هذه المشاريع إلى مشاريع تفاوضية.
الذين تتحدث عنهم والذين يسعون للإطاحة بالنظام لماذا هم داخل السودان فقط ولماذا لا تكون أسماء بالخارج ليسهل الإتصال بهم؟
في ناس كثيرين خارج السودان ونحن على تواصل معهم وننسق معهم. دولتنا في المحك وتريد مننا إلتزام تنظيمي صارم والقيادي لابدج له من الإلتزام التانظيمي والإلتزام باي تكليف وبدون إلتزام تنظيمي لا يمكن أن يتحقق إي هدف ولا يمكن أن تكون ملتزم تنظيمياً إلا إذا تحررت عقلياً وذهنياً من الأنا والأمراض المنتشرة حديثاً في جسد المعارضة.
هل يمكن أن نبشر الشعب السوداني بأنه جاري الإعداد لتكوين جسم ثوري سيدخل في مواجهة شاملة مع النظام وبكل ما هو متاح؟
هذا لا يحتاج إلى إعلان أو تفسير هذا قادم لا محالة والمواطنون السودانيون الآن يواجهون النظام بعد أن قتلوا وعذبوا وشردوا وماتوا، هذا خلافاً للمنتظرين في معسكرات النزوح واللجوء والجوعى والأرامل وإنعدام العلاج ومطاردة الناس عن طريق قوات الدعم السريع وإذلالهم وقد إستمر هذا الوضع، والموضوع يحتاج إلى قيادة بديلة مستعدة للتضحية لا القيادة التي تسعى للتسوية مع النظام هذه مشكلة المواطن السوداني المعارض.
هل تعتقد أن هذا التنظيم الجديد سيكون جديداً في كل شئ؟
هذا ليس تنظيماً جديداً وهذه التنظيمات موجودة أصلاً والمشروع موجود، ومشروع الجبهة الثورية هو مشروع للتغيير وكذلك مشاريع الفجر الجديد وإعلان باريس ..الخ.. يبقى نحن نحتاج فقط إلى العودة والدخول في تحالفات ملتزمة للمواثيق وليست تحالفات توقع على المواثيق وقبل أن يجف حبرها تذهب لتوقع مع النظام.
الذين تتحدث عنهم هل هي المعارضة القديمة أم أنك تتحدث عن مجموعات جديدة؟
الناس القدام عرجوا إلى جهات اخرى لكنهم إذا غيروا ووقفوا موقفاً صلباً ويريدون خوض عمل حقيقي لتغيير النظام فمرحباً بهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق