الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

كيف يدير عبد الواحد عملياته الإجرامية في دارفور؟

ربما توقف المجتمع الدولي فقط عند الرفض المتكرر لفصيل عبد الواحد نور للتفاوض والدخول في عملية سلام. وربما أدرك المجتمع الدولي والإقليمي إن فصيل عبد الواحد  -ومع رفضه للتفاوض- لا يحمل أي رؤى حقيقية قابلة للقبول بكيفية تسوية النزاع الدامي.
هذه أمور بات معروفة على نطاق واسع كلما جاء ذكر عبد الواحد في أي محفل او مناسبة.
ولكن ربما لم يدرك هؤلاء بعد الجانب المظلم الشديد الخطورة  والسوء الذي إنحدرت اليه حركة عبد الواحد وحجم الجرائم البشعة والانتهاكات المؤسفة التى ترتكبها هذه المجموعة على نحو راتب وبطرق مختلفة في أنحاء إقليم دارفور بحيث أصبحت عصابة قتل وترويع تجيد ترويع المواطنين ونهب أموالهم و التنكيل بهم.
 ولكي لا يكون قولنا هذا على عواهنه فان وثائق حركة عبد الواحد تشير إلى انها كونت في يونيو 2016م قوة متخصصة أطلقت عليها اسم (الدعم العاجل) وضعت على قيادتها قيادي موتور يدعى (حسين سبجا) قوة الدعم العاجل قوامها مقاتلين من قبيلتي الزغاوة والفور وتم تحديد مهام محددة لها على القوة القيام بها وحدها.
وعلى رأس هذه المهام نهب مواشي وأموال القبائل في منقطة جنوب دارفور ومن ثم الذهاب بها إلى تشاد ومبادلتها هنا بأموال وأسلحة وآليات.
ومن مهام القوة أيضاً إثارة الفتن و النزاعات بين القبائل بحيث تشتبك القبائل مع بعضها جراء عمليات السلب و النهب فيتجدد العنف ويشيع القتل، كما أن من مهام قوة الدعم العاجل -وفق أمر تأسيسها الموجودة بوثائق الحركة- عرقلة كافة عمليات العودة الطوعية لسكان المعسكرات و النازحين للحيلولة دون عودتهم إلى ديارهم ومدنهم لان من شأن إفراغ المعسكرات إنهاء آخر أوراق حركة عبد الواحد المهمة التى ظلت تراهن عليها.
قوة الدعم العاجل أيضاً مكلفة بعرقلة الانسحاب التدريجي لقوات حفظ السلام المشتركة (يوناميد) لان من شأن تحقيق هذا الانسحاب تفكيك عناصر الأزمة في دارفور و عودة الحياة إلى طبيعتها، ومن ثم فقدان حركة عبد الواحد لأوراق التعاطف الاقليمي والدولي.
وبحسب ما تشير اليه المضابط الرسمية في جنوب دارفور فان قوة الدعم العاجل شرعت فوراً في القيام بمهامها عقب تكوينها، وسجلت المضابط سرقة 60 رأس من الماشية في التاسع من ابريل 2018م.
وكانت قبلها أي في السادس من فبراير 2018 قد نهبت 90 رأس من الإبل الزريقات النوايبة ما أثار أزمة قبلية طاحنة كانت بحد ذاتها هدفاً للقوة وواحدة من مهامها الأساسية!
وفي الحادي و العشرين من يونيو 2018 سرقت قوة الدعم العاجل 70 رأساً  من الابل تخص الأبالة الرزيقات الجلول أولاد راشد وفي التاسع من يوليو 2018 هاجمت منطقة (كارا) ونهبت  7 مراح من البقر و قتلت عددا من رعاة الماشية وفي الثامن والعشرين من سبتمبر 2018 هاجمت منطقة تقع شمال منطقة (كندير) لتنهب هذه المرة 75 رأساً من البقر وتقتل المواطن عبد الله آدم وتم تقييد بلاغ بمضابط الشرطة وكثفت القوة هجماتها لتهاجم في التاسع والعشرين من سبتمبر شرق (لامكا) و تنهب 97 رأساً من الابل ثم هاجمت في الرابع عشر من اكتوبر منطقة الردم شمال الخروع ونهبت 305 رأس بقر و 426 ضأن و 415 ماعز و 32 إبل.
ولانّ حصيلة الهجمات كانت كبيرة فقد قامت حركة عبد الواحدة في الثامن عشر من اكتوبر 2018 احتفالاً كبيراً لتوزيع المال المنهوب وتخللت الاحتفالات كلمات فحواها ان الشراكة بين العرب والحكومة قد انتهت وأن الفرصة مواتية لاختراق العرب وتطوير الهجمات و الاستفادة من وقف اطلاق النار!
أما في شمال دارفور فان مناطق شرق جبل مرة ظلت تشهد هجمات مصحوبة بحوادث إحراق المشاريع الزراعية للحيلولة دون تمكن الرعاة من رعي مواشيهم .
هذه الجرائم التى ترتكبها قوات عبد الواحد أصبحت مصدر قلق لمواطني المنطقة، فهي انتهاكات لا تراعي قط ظروف المواطنين ومكابدتهم للحياة ولا يغيب عن بالنا هنا ان قيمة الماشية في اقليم دارفور قيمة عالية معنوياً ومادياً وتمثل رأس مال القبائل والأفراد ورمز شرفهم وفخرهم ولهذا فان الاستيلاء عليها عنوة بهذه الصورة المنهجية المتكررة فيها انتهاك مزدوج يستدعي التفات المجتمع الدولي والإقليمي لهذه الظاهرة السالبة التى تهدد الأمن القومية الإقليمي و تؤثر على الأمن والسلم الدوليين!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق